الثلاثاء، 5 يونيو 2007

إنك تستـطيـع الكثير

يقول الكاتب أنيس منصور فى كتابه حول العالم فى 200 يوم
إن كل الذى استطعت أن أعرفه فى دورانى حول العالم هو أننى أستطيع الكثير
و أن كل إنسان يستطيع أن يفعل الكثير.. أن يأكل رغيفا فى اليوم، و أن يعمل عشرين ساعة دون أن يتعب
ففى كل إنسان قوة هائلة، لا يستطيع أن يستغلها
و فى كل إنسان كنز من الحيوية و القدرة على الفهم و القدرة على الاحتمال و الصبر
و أننا لا ننفق من هذا الكنز إلا القليل
و أن الإنسان يأكل و يشرب و ينام أكثر مما يجب
و أنه يعمل أقل مما يجب
و أنه يخاف أكثر مما ينبغى
و أنه لا يعرف نفسه.. و أنه لا يعرف حدوده الشاسعة الواسعة
انتهت كلمات الأستاذ أنيس و لكن بقيت كلمات، و هى أن كل منا يدرك جيدا أن هذا الكنز بداخله و ربما استخدمه بالفعل فى بعض المواقف التى تعرض لها، فأمضى أياما مستيقظا لا ينام يعمل بنشاط و ينتج الكثير. و لكن ما إن تنتهى المهمة حتى يعود إلى عهده السابق من الدعة و الخمول.. و يتساءل ماذا حدث؟.. و لماذا انهارت قوتى على مقاومة النوم و الكسل؟.. و المشكلة عادة ما تكمن فى شقين، أولهما وجود هدف حقيقى يحفز الإنسان و يدفعه دائما إلى العمل، هدف يشعر معه أن كل شىء يهون فى مقابل الوصول إليه.. هدف يملأ عقله و قلبه، يستيقظ ليفكر فيه و ينام ليحلم به
أما الشق الثانى فهو الهمة التى ترقى بصاحبها لتحقيق هذا الهدف. كثير منا لديه أحلام كثيرة و كبيرة و لكنه يعانى من مشكلة ضعف همته. و هى العائق الذى يبقى أغلب أحلامنا حبيسة عقولنا لا تخرج منها أبدا إلى أرض الواقع
قيل: علو الهمة : (( هو استصغار ما دون النهاية من معالى الأمور)) أى أن ترى كل ما لا يتصف بالكمال أقل مما ينبغى أن تكون عليه.. بالتأكيد فى النهاية لن تصل إلى الكمال و لكن لا شك أنك ستصل إلى أفضل ما كنت تتخيل..
تأمل قول الشاعر: و لم أر فى عيوب الناس عيبا *** كنقص القادرين على التمام

علو الهمة هى سر نجاح الناجحين و سبق المؤمنين، فهمة المؤمن أبلغ من عمله، و كيف لا و قد قال صلى الله عليه و سلم: من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء و إن مات على فراشه
و لكن من أين لنا بهذه الهمة العالية؟ هذا هو السؤال الذى يحتاج إلى جواب. حين قرأت فى كتاب (علو الهمة) لفضيلة الشيخ محمد اسماعيل عن أسباب انحطاط الهمم، كانت الطامة الكبرى هى أن الكثير من هذه الأسباب متأصلة تأصل تام فى روتين حياتنا اليومى بشكل يفسر تماما لماذا يبلغ الفرد منا العشرين من عمره و لم يحقق شيئا يذكر و لئن سئل عن أهم ما حققه فى العشرين عاما التى مضت لما وجد شيئا أبلغ من حصوله على شهادة الثانوية العامة .. إنجاز كبير و لكنه مجرد وسيلة... و الوسيلة لا تغنى عن الغاية
يذكر الكتاب أن من أسباب انحطاط الهمم:
الوهن : و هو حب الدنيا و كراهية الموت
الفتور: عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يا أيها الناس! خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، و إن أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل..
إهدار الوقت الثمين: فى الزيارات و السمر و فضول المباحات. قال الفضيل بن عياض : أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة
العجز و الكسل.
الغفلة: قال شعبة بن الحجاج: لا تقعدوا فراغا فإن الموت يطلبكم ..
التسويف و التمنى: فعن الإمام علي رضى الله عنه: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتان : إتباع الهوى وطول الأمل ، أما إتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة .
ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا، الذى كلما هممت بالنهوض جذبك إليها و غرك قائلا: أمامك ليل طويل فارقد
الانحراف فى فهم العقيدة: لاسيما مسألة القضاء و القدر و عدم تحقيق التوكل على الله سبحانه و تعالى.
لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة الكتاب :) بالمناسبة الكتاب ذكر أيضا أسباب الارتقاء بالهمة و لتكن المشاركة القادمة إن شاء الله
و أختم بكلمات نقلتها من توقيع أحد الأخوة فى أحد المنتديات، تقول

كلما خبت الهمة ... وضعفت العزيمة

فتذكر قول الله تعالى

" هم درجات عند الله "

فبقدر ماتعمل ..ترقى

الخميس، 17 مايو 2007

إذا كنت ممن لا يقرأون الشعر، فلا تنسى أن تقرأ هذا الديوان

لم أكن أبدا قارئة جيدة للشعر العربى لكنى طالما تمنيت ذلك. كثيرا ما سمعت أبياتا من الشعر على لسان البعض كانت تدفعنى دفعا إلى أن أقف أمام مكتبة المنزل باحثة عن ديوان لهذا الشاعر الذى التقطت أذناى أحد أبياته. كنت أجد متعة كبيرة فى تأمل كيف يستطيع إنسان أن يصوغ أجمل و أعمق المعانى فى كلمات قليلة بإيقاع جذاب ... ثم ما أجمل أن تقرأ هذه الكلمات بصوت عال كى لا تحرم أذنيك من المتعة التى ذاقها عقلك، و لكنى فى النهاية لم أكن أكمل قراءة الديوان ... أحيانا كنت أكتفى بعدة قصائد و أحيانا تكفينى عدة أبيات.

أذكر برنامجا كان يذاع فى إذاعة البرنامج العام و لعله مازال مستمرا حتى الآن، البرنامج اسمه ( قطوف الأدب من كلام العرب) و هو عبارة عن مجموعة من الأشعار و اللطائف الأدبية التى كانت تعجبنى للغاية و كنت أسجل بعضا منها لأعيد قراءته فيما بعد. هكذا كانت علاقتى بالشعر لا أكثر، و لم أتم قراءة ديوان فى حياتى إلا لاثنين: عبد الرحمن الأبنودى و الإمام الشافعى.

و عبد الرحمن الأبنودى لا يحتاج إلى متذوق جيد للشعر لكى يقرأه فكلماته تتسلل إلى قلبك رغما عنك ، و لك أن تقرأه أو تسمعه فكلاهما سواء. بل لعل الأصوب أن أقول: لك أن تسمعه ثم تقرأه كما سمعته

أما شعر الإمام الشافعى فهو ما أردت أن أكتب عنه و كما جاء فى مقدمة الديوان فإن " الشافعى لم ينظم قصائد طوالا و إنما جاء شعره كله مقطعات"، و هو لم يترك ديوانا و إنما جُمع كل ما نسب إليه من شعر فى ديوان واحد.

و أبيات الشافعى أسهل ما يمكن أن تحفظ من الشعر، و ما من بيت إلا و به حكمة تصلح أن تكون شعارا لحياتك.

و من أكثر ما أعجبنى من شعر الشافعى أبياته عن العلم و طلب العلم و مكانة العلماء

يقول الشافعى

لن يبلغ العلم جميعا أحد، لا و لو حاوله ألف سنة

إنما العلم عميق بحره، فخذوا من كل شىء أحسنه

و ما أشد حاجتنا لهذا المعنى و الوقت فى الحياة يضيق و يضيق و مجالاتها تتسع و تتسع بشكل قد تفقد معه اتزانك و تقع فى حيرة شديدة بين ماذا أتعلم، و ماذا أقرأ ، و ماذا أدرس، و ماذا أعمل

و للشافعى أبيات رائعة تتحدث عن الصبر على طلب العلم و هى أبيات لك أن تذكرها فى كل وقت تثقل عليك نفسك فترضى بضياع فرصة لتلقى العلم

يقول الشافعى

تصبر على مر الجفا من معلم، فإن رسوب العلم فى نفراته

و من لم يذق ذل التعلم ساعة، تجرع ذل الجهل طول حياته

و من فاته التعليم وقت شبابه، فكبر عليه أربعا لوفاته

حياة الفتى - و الله - بالعلم و التقى، إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته

الخميس، 19 أبريل 2007

اليوم عمل و لا حساب و غدا حساب و لا عمل

قال رجل لعلى بن أبى طالب: عظنى
فقال: لا تكن ممن يرجو الآخرة بلا عمل، و يرجو التوبة بطول الأمل
يقول فيها بقول الزاهدين،و يعمل فيها بقول الراغبين
إذا أعطى منها لم يشبع، و إن منع لم يمتنع
ينهى و لا ينتهى، و يأمر بما لا يأتى
يحب الصالحين و لا يعمل عملهم، و يبغض المذنبين و هو أحدهم
و يكره الموت لكثرة ذنوبه، و يقيم على ما يكره الموت عليه
و إن سقم ظل نادما، و إن صح أمن لاهيا
تغلبه نفسه على ما يظن، و لا يغلبها على ما يستيقن
يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، و يرجو لنفسه بأكثر من عمله
و إن عرضت له شهوة أسلف المعصية و سوٌف التوبة
يصف العبر و لا يعتبر، يرشد غيره و يغوى نفسه.